بعد سنوات من الحرب، وتغيّر خريطة السيطرة العسكرية في سوريا، وما نتج عنها من آثار اقتصادية واجتماعية وأمنية، تصاعدت الاقتتالات والخلافات، ذات الطابع العشائري، في مجتمع تشكل العشائرية ركن أساسي في معظم مناطق شرق الفرات.
يؤكد ذلك، طبيعة القضايا والخلافات العشائرية نزاع تطور إلى عملية قتل .النزاعات العشائرية: بذور ثأر تنمو تحت الرماد وسط محاولات تجديد العرف العشائري.
وقال أبو سليمان لـ” شبكة الشرقية بوست ” وفضل عدم ذكر اسمه لدواعي امنية ، أن “البعض وجد في الفلتان الأمني خلال سنوات الحرب، وخصوصاً بعد المصالحة، فرصة لأخذ ثأره وتصفية حساباته وتفريغ حقده”.
واشار أبوسليمان على ذلك بحوادث “ثأر”، نفذها شبان مراهقون مستغلين انتشار السلاح في أعقاب اندلاع الثورة السورية، رداً على عمليات قتل “وقعت في وقت لم يكن بعض هؤلاء مولودين أصلاً”، على حد قوله.وأضاف أن “البعض وجد في الفلتان الأمني خلال سنوات الحرب، وخصوصاً بعد حرب قسد والعشائر ،فرصة لأخذ ثأره وتصفية حساباته وتفريغ حقده”.
أسباب النزاعات ذات الطابع العشائري
تنقسم الأسباب لذاتية تتعلق بالبنية العشائرية، وأسباب خارجية تتعلق ببيئة السلطات المحلية في مناطق النفوذ شرق الفرات وغربه.
أما فيما يتعلق بالبنية العشائرية في قضايا الثأر والعصبية القبلية “يأخذ الإنسان ثأره، ولا يسكت عن حقه، وهي سمة من سمات الشجاعة في المجتمعات العشائرية”، وعدم قيامه بذلك قد “يعدّ جبناً، لذلك عليه أن يتبنى الرؤية والسلوك العشائري، ومن دون ذلك قد يقع في إشكالات اجتماعية، كأن يُرفض تزوجيه”.
يضاف إلى ذلك، التنافس العشائري، بين عشائر مختلفة أو داخل العشيرة نفسها، أي بين أفخاذ العشيرة، ما يضع الشخص “متأهباً لأي حدث بسيط أو اقتتال”،و أن بعض العشائر “جرّت خلافاتها إلى السلطات المحلية، عبر التحاق العشائر بفصائل عسكرية أو أطراف صراع مناوئة لخصومها”.
وأسهم ضعف السلطات المحلية، وسط كثرة السلاح منذ اندلاع الثورة، في “زيادة النزاعات ذات الطابع العشائري”، إذ “عندما يحمل الجميع سلاحاً، فهذا يعني أن أي خلاف صغير قد يتحول إلى اقتتال، والقتل يولّد قتلاً مقابلاً عبر ما يُعرف بالثأر”.
خاص شبكة الشرقية بوست
أعداد وتحرير ابراهيم الحسين