(قسد: مختصر قوات سورية الديمقراطية) ، وهي التسمية الجديدة التي اطلقها الأمريكان نهاية عام 2016 على ميليشيات العمال الكردستاني العابرة إلى سورية
بدأت نشاطها العسكري مع بداية الثورة السورية بعد صفقة مع النظام السوري، نتج عنها انخراط هذه الميليشيات في القتال الى جانب النظام مقابل استلام إدارة المنطقة تدريجياً والحصول على نفوذ عسكري وأمني واقتصادي في شمال شرق سورية وعفرين وعين العرب.
مع تضعضع وضعف جيش النظام خلال معاركه مع الجيش الحر، ضعفت قبضة النظام على مناطق الجزيرة والفرات، تزامن ذلك مع زيادة النفوذ الأمريكي وقرار الإدارة الأمريكية في نهاية 2015 نشر مزيد من القواعد، والاستفادة من ميليشيات العمال الكردستاني الإرهابي الذي حاول اقتناص الفرصة معولاً على سقوط النظام وتعزيز نفوذه كسلطة أمر واقع مع إحداث مؤسسات سياسية وإدارية وعسكرية لتكون نواة لمشروع إدارة ذاتية مُعترف به.
ولأجل ذلك، اتخذت ميليشات العمال الكردستاني 10 خطوات هي:
1- محاولة صبغ مؤسساتها العسكرية والإدارية بصبغة سورية، وربط عناوينها بايحاء المشروع الديمقراطي (قوات سورية الديمقراطية، مجلس سورية الديمقراطية، الأمة الديمقراطية، الشعوب الديمقراطية، الإسلام الديمقراطي..الخ)
2- محاولة استقطاب أهالي المنطقة باستخدام أوراق الضغط الاقتصادي والأمني بعد سلسلة مجازر وعمليات حرق للقرى وتجريفها بغية زرع الخوف واحكام القبضة الحديدية!
3- محاولة التسويق لصورة المشاركة الإدارية والسياسية من مختلف المكونات، لكن في الواقع جرى استخدام الشباب بالسلك العسكريّ عبر التجنيد الإجباري، وتم تعيين بعض الشخصيات من الاغلبية العربية ومكونات اخرى، في مواقع هامشية، او مسميات ادارية دون صلاحيات فعلية، وبقي الملف الامني والاقتصادي والعسكري بيد كوادر حزب العمال الكردستاني.
4- الإعلان عن إدارة ذاتية لأكثر من مرة وتحت اكثر من مسمى، تضمنت مرحلة التاسيس ٢٠١٣ و الإعلان عن الحكم الذاتي ٢٠١٣ وإنشاء حكومة اقليمية ٢٠١٣ والإعلان عن دستور مؤقت ٢٠١٤ واعلان الفيدرالية ٢٠١٦
5- إطلاق تقسيمات ادارية جديدة (مناطق، كانتونات، كومونات، ) ومسميات مختلفة بمراحل مختلفة ( “فيدرالية روج آفا شمال سورية” ثم «النظام الاتحادي الديمقراطي لشمال سوريا»، ثم «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»
7- محاولة أدلجة التعليم وكذلك صبغ المظهر العام للمدن والشوارع بمصطلحات وأفكار وشعارات ورموز ومسميات من ايديولوجية العمال الكردستاني وما يُسمى فكر أوجلان ومراجعاته وتصوراته لحلول المسائل القومية في الشرق الأوسط ! والسيطرة على الموارد الاقتصادية بالكامل ضمن مفاهمات يحصل بموجبها النظام على بعض الحصص.
8- السيطرة على الحياة السياسية ومنع اي تعددية او نشاط لا يخضع للإطار الأيديولوجي العام الذي وضعه حزب العمال الكردستاني وشروطه وملئ السجون بالمعارضين لمشروع وادارة وسلطة الأمر الواقع.
9- محاولة تسويق الميلشيات نفسها كقوى “محلية” حاربت الارهاب وتصدت له والحقت به الهزيمة.
10- السعي لكسب الشرعية من أي جهات رسمية سورية سواء في مؤسسات النظام أو المعارضة او منظمات المجتمع المدني ، والسعي لاستقطاب شخصيات “معارضة” من خلال مختلف الإغراءات المادية وخاصة من ابناء المنطقة في الخارج، بغرض الحصول على شرعية لمشروعها بادعاء انها تحظى بتأييد ابناء المنطقة ومن هم خارج المنطقة ايضاً!
وهم الخروج بحُمّص من مولد قسد!
يتوهم البعض، سواء عن حسن نية أو عن سوء نيّة، بأن المشاركة في مولد قسد سيجلب لهم الفائدة والمنفعة .
وغالباً ما تكون المبررات التي يتم تقديمها هي على النحو التالي:
١- نحن نعمل من أجل مصلحة أهلنا للحصول على حقوقهم !
٢- لا نترك قسد لوحدها حتى لا نكون مثل سنة العراق ونخرج صفر اليدين !
٣- نحن نحاول إقناع قسد بمطالبنا عبر الحوار معها من الداخل
٤- وجودنا مع قسد في كل المؤسسات سيجعل نسبتنا أكبر وبالتالي نغير القرارات والسياسات عبر الأكثرية الديمقراطية!
والواقع جميع هذه المبررات واهية، وأي خطوة لمشاركة قسد هي فقط لصالح شرعنة قسد وهي المستفيدة من ذلك. وذلك للأسباب التالية:
1- الملفات الامنية والعسكرية والاقتصادية هي بيد كوادر حزب العمال الكردستاني التركي حصرا وهو صاحب القرار فيها ولا تمتلك اي مؤسسات من فرع سورية اي صلاحيات حقيقية في القرارات الاستراتيجية!
2- لا تستطيع عناصر قسد السورية إعلان التخلي عن حزب العمال الكردستاني ولا حتى طرد عناصره من سورية
3- لا تقبل قسد باي مشاركة في ادارة المنطقة لا مع باقي القوى الكردية ولا الاغلبية العربية.
4- العرب في المناطق الشرقية لا يمتلكون أي تنظيمات سياسية او عسكرية يعوّل عليها وتمتلك الحاضنة الشعبية، ومحاولاتهم كانت عبارة عن تشكيلات ومجالس وهيئات مناطقية او عشائرية لا دور حقيقي لها مع استثناءات بسيطة في المجال العسكري لكنها تبقى مقيدة عن اتخاذ القرار وضمن اجندة الداعمين .
5- المشاركة الفردية بمشروع قسد غالباً يتم لمصالح شخصية بحتة على أمل الحصول على “لحسة أصبع” ولا تستند لقاعدة شعبية داعمة بحيث تكون أداة فاعلة للتفاوض من باب القوة لفرض شروط وطنية وليس الارتزاق الشخصي.
الخلاصة:
من يهتم لمصلحة أهله فعلاً، ويريد لعب دور حقيقي لمستقبل سورية انطلاقاً من منطقته، يجب أن يسعى لما يلي:
أ- رفض اي مشاريع بأجندة تقسيمية تحت اي مسمى
ب- السعي للعمل على خلق حالة من التمثيل الحقيقي لمصالح ابناء منطقته واهله وتشكيل حالة تنظيمية سياسية بين صفوفهم من شخصيات تحظى بالتأييد من غالبية الناس
ت- العمل على تشكيل جبهة توحّد العصبيات ولا تعمل عليها، وتسعى لكسب دعم سياسي محلي وإقليمي ودولي
ث- التفاوض مع أي سلطات أمر واقع بعد امتلاك أوراق قوى وضمانات دولية واقليمية على قاعدة مصالح الشعب السوي وامنه القومي
شبكة الشرقية بوست – مهند الكاطع