تحدثنا كثيراً عن مشاكل مياه الشرب والري، منذ الشتاء قُلنا أن فصل الصيف سيكشف ضعف وفشل مؤسّسة المياه وهذا ماحصل، لكن أين المشكلة؟ وماهو الحل؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ وهل تأمين مياه الشرب والري للناس في ديرالزور أكبر من إمكانات قسد وإدارتها الذاتية؟! ام أن الأمر متاح والإمكانات موجودة ولكن الفشل سببه فشل الإدارة وعدم الإهتمام وغياب المحاسبة؟
الجواب على التساؤلات السابقة هنا👇
حيّ الشيفيّة هو أحد أحياء مدينة الكشكية بريف دير الزور الشرقي، تعاوَن أهالي الحي وقاموا بتمديد خط مياه من نهر الفرات إلى حيّهم على نفقتهم الخاصة، وذلك بعد معاناة استمرت قرابة عشر سنوات من انقطاع المياه عنهم مما تسبّب بتصحر أرضهم وهلاك البشر والشجر.
الخط الذي قاموا بتمديده بطول 3 كيلو متر وبقطر 10 انج كلّفهم مايقارب 350.000$ دولار، وتم توزيع التكلفة على الأهالي الذين يخدمهم هذا المشروع.
هذه التكلفة لأنه بالأساس لايوجد بُنية تحتيّة للمشروع، بدأوا به من الصفر، اشتروا الآلات وحفروا مسار الخط ودفنوه، ورغم أن مثل هذه المشاريع تحتاج سُلطة وقوّة لا يملكها الأهالي لتحميها من التجاوزات إلا أنه تم التغلّب على الصعوبات ونجح المشروع بفضل الله ثم بفضل الإدارة الصادقة والتعاون بين الأهالي.
لو أرادت قسد وإدارتها الذاتية تشغيل مثل هذه المشاريع لفعلت بتكلفة لا تتجاوز 10% من تكلفة المشروع الذي تحدثنا عنه، فكل شيئ متوفر والبُنية التحتية جاهزة والآلات موجودة والسواقي لا تحتاج سوى صيانة خفيفة وقد يتجاوز بعض الناس بداية بسبب عطش أراضيهم ولكن مع استمرار ضخ المياه وتوفيرها للجميع سيكتفي الناس وستختفي التجاوزات.
لكن هذه المليشيا مفهومها لمصطلح الإدارة الذاتية هي أن يُدير كل شخص نفسه خدمياً وتُديره هي في النواحي اأاخرى، فقط تتنازل عن المجال الخدمي وتفسح المجال للمواطن ليقوم بتأمين احتياجاته وخدماته على نفقته الخاصة.
ببساطة هناك إدارة فاشلة، ومسؤولين غير مُبالين، ومُحاسبة غائبة وشعب خاضع لا يطالب بحقوقه فوصلنا لهذا الحال اليوم.