اخبارديرالزورسوريا

(حراك إبراهيم الهفل / العشائر مجددا في دير الزور ضدّ قسد)

هناك 9 نقاط في مسألة حراك دير الزور التي يقودها إبراهيم الهفل ضدّ عصابات قسد و معطيات يجب أخذها بعين الاعتبار 1- هناك حالة رفضٍ شعبيٍ واسع النطاق لسلطات الأمر الواقع الممثلة بميليشيا قسد، وقد شهدنا ملامح هذا الرفض منذ تأسيس قسد ومنذ ما كانت تسمى (قوات حماية الشعب YPG)، وتمثّل الرفض بالمظاهرات الرافضة لقسد في منبج والشدادي وعامودا وتل براك ورميلان وريف القامشلي ودير الزور والتي انتهت غالباً بمجازر على يد قسد وقمع الحراك وبسقوط ضحايا مدنيين من المتظاهرين والمحتجين وتدمير عدد كبير من المنازل والأملاك واعتقال المئات من المدنيين. 2- المواجهة الأبرز كانت في دير الزور في العام الماضي حين أعلن إبراهيم الهفل عن مواجهة قسد في حال لم تنسحب من دير الزور وتسلمها لأهلها. 3- بالرغم من أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتدخل مباشرةً في الصراع آنذاك، لكن حجم التعزيزات العسكرية والتهديد بتدمير القرى جعل الموازين حينها لصالح قسد وتم الوصول لتسوية لوقف إطلاق النار كمرحلة أولى يتبعها انسحاب تدريجي لقسد. 4- النظام السوري والإيرانيون استغلوا الاستقطاب الحاصل لمحاولة الضغط على أمريكا بتقديم الدعم الغير معلن للهفل مع وجود رغبة في التحرك ضدّ قسد الذي ينظر اليها كقوى انفصالية محتلة من قبل أهالي المنطقة.5- محاولة اختزال الصراع ومسبباته وجذوره بالدعم الإيراني هو محاولة فقط لخلط الأوراق والتغاضي عن مسببات الرفض الشعبي لعصابات قسد التي تحاول فرض سلطة أمر واقع وأيديولوجية حزب العمال الكردستاني الغريبة عن المنطقة وهويتها ومصالح شعبها وارتكبت ولا تزال ترتكب الانتهاكات بحق ابناء المنطقة .6- السر في الشعبية التي حظي بها إبراهيم الهفل وخاصة في معركته الاولى يعكس فقط حالة الاحتقان التي يعاني منها شعب المنطقة ومشاعرهم اتجاه قسد وعدم تقبلهم لمشروعها وشعاراتها وأعلامها وسياساتها ومشاريعها السياسية المشبوهة في المنطقة ، كذلك تعكس ضعف الحالة التنظيمية وحاجة المنطقة لقائد رمزي يتم الالتفاف حوله.7-كان ظهور إبراهيم الهفل كشخصيّة شابة عشائرية من عائلة معروفة مسألة في غاية الخطورة بالنسبة لقسد، إذ أنه يمكن أن يتجاوز إبراهيم الهفل الرمزية لقبيلة واحدة ويكون قائداً لجميع ابناء المنطقة الرافضين لقسد، وبالمقابل ، أضطرار إبراهيم الهفل للجوء لمناطق سيطرة النظام ساهم في إضعاف موقفه في الشارع الثوري، واستغلال ذلك من قبل قسد بالمقابل للتأثير على حاضنته، وبالرغم من هذا يبقى تأثيره كبير وقادر على إضعاف قسد ونفوذها. 8- النظام بالنهاية غير مكترث بمصير المنطقة لانه هو من سلم المنطقة في بداية الثورة الى عصابة العمال الكردستاني (قسد لاحقاً)، والنظام يعمل بالنيابة عن إيران، التي تسعى للوصول إلى تسويات مع امريكا حول النفوذ كما فعلت في العراق! 9- الإيرانيون هم أشدّ خطورة من عصابة قسد برأيي من الناحية الاستراتيجيّة، فقسد عصابة بالنهاية لا تمثل كيان سياسي ولا اتفاقيات دولية ذات طابع قانوني وبالتالي نهايتها وإزالتها هي مسألة وقت ولها علاقة بخطوات أي حلول وانفراج بالعملية السياسية وتطور مسار التوازنات للأطراف الدولية المتدخلة في الشأن السوري، بينما العصابات الإيرانية تستند في تدخلاتها الى اتفاقيات موقعة مع نظام الاستبداد في دمشق وبالتالي يمكن ان تشكل حالة احتلال طويل الأمد ومغلف باتفاقيات مع النظام! ناهيك عن دورها أيضاً في نشر ايديولوجيتها تحت شعارات طائفية!

اعداد مهند الكاطع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى