سوريا
مع سقوط النظام المجرم، شهدت الساحة السياسية والإعلامية تحولًا دراماتيكيًا في مواقف العديد من داعميه السابقين. فمن كان بالأمس مطبلًا ومدافعًا عن النظام، ظهر اليوم في ثوب الثائر الذي يدّعي الوقوف مع الثورة والشعب. هذا التحول المفاجئ لم يكن سوى تمويه مكشوف لكسب المواقف وإعادة التموقع في المشهد السياسي الجديد.
سياسة “اذهبوا فأنتم الطلقاء”، التي اعتمدتها الحكومة في تعاملها مع أركان النظام السابق، فتحت الباب واسعًا أمام الشبيحة والإعلاميين الموالين لإعادة تشكيل أدواتهم والتحريض بطرق جديدة. كان الأجدر بالحكومة التركيز على معالجة ملف الشبيحة ومحاسبة الآلة الإعلامية للنظام البائد، بدلًا من التهاون الذي سمح باستمرار العبث والاضطرابات.
منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام، ظهرت مؤشرات خطيرة على تدخلات خارجية وداخلية لزعزعة الاستقرار، بداية من تحريك الائتلافات، إلى تنظيم مظاهرات مستهدِفة في أماكن حساسة كالأمويين، وحرق رموز وطنية مثل الشجرة، وحتى تحريض فئات دينية كالمسيحيين للخروج في احتجاجات. ولم يكن الدور الإيراني بعيدًا عن هذه الأحداث، إذ سعت عبر تدخلاتها إلى توجيه مسار البلاد نحو الفوضى.
للأسف، التراخي الحكومي في التعامل مع هذه التحديات أودى بحياة العديد من عناصر الأمن الثوار الذين بذلوا أرواحهم لأجل الوطن. بدلًا من اتخاذ خطوات جادة لمواجهة هذه المخاطر، انشغلت بعض القيادات بالترويج الإعلامي والتقاط الصور في فعاليات بعيدة كل البعد عن أولوية المرحلة.
ما يحتاجه الوطن في هذه اللحظة الحاسمة هو وقفة جادة وحازمة ضد كل من يسعى لزعزعة استقراره، ووضع خطط واضحة لمعالجة أخطاء الماضي، لأن التاريخ لا يرحم، والمحاسبة لا بد أن تكون عنوان المرحلة.
ختامًا:
هكذا تُورد الإبل عندما تُقاد بحكمة وبعد نظر، أما التهاون فهو مفتاح الضياع، والتاريخ شاهد على كل خطوة.
مثال على ذلك عمر رحمون