سوريا _ تركيا
عقد الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره التركي رجب طيب أردوغان مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا، عقب اجتماع مطول بينهما، تمحور حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية ذات الاهتمام المشترك.
أردوغان: لن نترك إخواننا السوريين وحدهم
أكد الرئيس التركي خلال المؤتمر أن تركيا لم ولن تترك الشعب السوري وحده في الأيام العصيبة، مشددًا على أن سياسة أنقرة تجاه سوريا تقوم على الحفاظ على سلامة أراضيها ووحدتها. كما وصف زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع بأنها تاريخية، معلنًا أنها تمثل بداية لمرحلة جديدة من الصداقة والتعاون الدائم بين البلدين.
وأضاف أردوغان أن اللقاء تناول الخطوات اللازمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في سوريا، مشيرًا إلى أن العقوبات الدولية المفروضة على دمشق تعيق نمو البلاد، وأن أنقرة تعمل على إيجاد حلول لرفعها.
كما شدد على أهمية وجود إدارة سورية تعكس إرادة الشعب، وناقش مع نظيره السوري التحديات الأمنية التي تواجه شمال شرقي سوريا، مؤكدًا التزام تركيا بدعم استقرار سوريا على كافة المستويات.
كما وجه أردوغان انتقادات حادة لنظام الأسد، مؤكدًا أن الشعب السوري عانى لأكثر من 13 عامًا من الظلم والبراميل المتفجرة والإبادة، ما تسبب في مقتل عشرات الآلاف من السوريين.
الشرع: نحو شراكة استراتيجية عميقة مع تركيا
من جانبه، أعرب الرئيس السوري أحمد الشرع عن شكره للرئيس أردوغان، مؤكدًا أن الشعب السوري لن ينسى ما قدمته تركيا خلال السنوات الماضية.
وشدد على أن العلاقات بين سوريا وتركيا تمتد عبر التاريخ والجغرافيا، وأن المرحلة القادمة ستشهد تحول هذه العلاقات إلى شراكة استراتيجية عميقة في كافة المجالات.
وفي سياق آخر، أشار الشرع إلى أن المباحثات مع أنقرة تناولت ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخرًا وفقًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974. كما دعا الرئيس التركي إلى زيارة دمشق في أقرب فرصة ممكنة، في خطوة تعكس الرغبة في تعزيز التعاون المباشر بين البلدين.
وأوضح الشرع أن سوريا وتركيا بدأتا العمل على بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية، مؤكدًا أن الجانبين متفقان على مواجهة التحديات التي تعوق وحدة الأراضي السورية في الشمال الشرقي.
مرحلة جديدة من التعاون السوري-التركي
يعد هذا اللقاء بين الرئيسين خطوة مهمة في تطوير العلاقات السورية-التركية، خاصة في ظل المستجدات الإقليمية والتحديات التي تواجه البلدين. ومن المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تنسيقًا مشتركًا في عدة ملفات، أبرزها الاقتصاد والأمن والسياسة الخارجية، وسط تطلعات نحو تحقيق استقرار شامل في سوريا.