Uncategorizedاخبارسوريا

مليـ ـشيا “قسد”: نسخة جديدة من القمع السوري… بغطاء أمريكي

ابراهيم الحسين _ الشرقية بوست

في الشمال الشرقي من سوريا، حيث تتقاطع مصالح المحتلين وتُرسم خرائط النفوذ، تصنع مليشيا “قسد” سجونها السرية ومشانقها الصامتة، وتُعيد إنتاج الاستبداد بلهجة كردية هذه المرة، وتحت يافطة ما تسمى “الإدارة الذاتية”.

المصادر الميدانية تتحدث عن حملات اختطاف واعتقال لعشرات الشبان العرب في الرقة ودير الزور والحسكة، ثم نقلهم إلى أماكن مجهولة دون محاكمات أو تهم، وسط أنباء عن تصفيات جسدية وإخفاء قسري.

ما يجري ليس انتهاكًا… بل نظام قمعي موازٍ يتغذى على دعم أمريكي وصمت دولي مريب.

من سجون الأسد إلى أقبية “قسد”: الجلاد تغيّر، والضحية واحدة.

مجزرة صيدنايا كانت بالأمس. أما اليوم، فالسجون نفسها تُدار بأيدٍ أخرى، ولكن بنفس العقلية: تكميم، تعذيب، تغييب.

الفرق الوحيد أن الجلاد بات اسمه “قسد”، والمشرف على أدوات التعذيب يحمل هوية “تحالف ديمقراطي”.

لكن الضحية؟ كما العادة… شاب عربي من الجزيرة، لا يحمل سلاحًا ولا انتماءً، سوى أنه رفض الخضوع للمليشيا.

القيادات الكردية تكذب. والمليشيا تقتل

في كل مرة يخرج فيها قيادي من “قسد” بتصريحات عن “التعايش” و”الديمقراطية”، تُفتح في المقابل معتقلات سرّية جديدة.

بدران جيا كورد يصرّح للإعلام عن رغبة بالتعاون مع النظام، شرط الحفاظ على “السلاح”، وكأن البندقية باتت فوق القانون.

لكن السؤال الحقيقي هو:

لماذا ترفض المليشيا أي رقابة؟ ولماذا تُستخدم ملفات السجون كأوراق تفاوض؟ ولماذا يُدفن العرب في غياهب الزنازين باسم “الحكم الذاتي”؟

الصفقات على حساب المعتقلين… والميليشيا تفاوض بدم الأبرياء.

في كل جولة تفاوض مع دمشق أو موسكو أو واشنطن، تُفتح ملفات السجون.

ليس لتسوية أو تحقيق عدالة، بل لـابتزاز سياسي قذر.

تساوم “قسد” على أرواح المعتقلين، وتستخدم المخيمات كورقة ضغط، بينما تستمر في اعتقال وتصفية أبناء المنطقة، بحجج واهية، وبلا أي مساءلة.

ما يجري هو جريمة كاملة الأركان… وأي صمت عنها تواطؤ.

هل مات الضمير الدولي… أم أن المليشيا باتت محمية غربية؟

أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين التقارير الأممية؟ أين الأصوات التي كانت تصرخ لأجل معتقلي النظام؟

هل مات الضمير لأن المليشيا هذه المرة ترفع علم “التحالف الدولي” وتزعم محاربة داعش؟

الضحايا ما زالوا يتعذّبون. الأمهات ما زلن يفتشن عن أولادهن في القوائم. لكن الإعلام الغربي يصوّر “قسد” كقوة تحرير، بينما الحقيقة: هي نسخة جديدة من القمع… بتمويل غربي هذه المرة.

العدالة لا تُمنح بالولاء… ولا تُلغى بالتنسيق مع واشنطن

من قتل باسم الأسد، ومن اعتقل باسم “أوجلان”، كلاهما يجب أن يُحاسب.

العدالة لا تقبل اللون الواحد، ولا تُبرر بالتحالفات، ولا تسقط بالصمت.

من يقتل أبناء العرب في الجزيرة، لا يختلف عن من قتلهم في حماة ودوما وحلب.

الضحية واحدة، والمعاناة واحدة، والمجرم… وإن غيّر اسمه وزيه، يظل قاتلًا.

خاتمة: لن تُبنى سوريا على سجون جديدة.

لا مستقبل لسوريا ما دامت الميليشيات تحكم المدن، وتُدير المعتقلات، وتفاوض على جثث الضحايا.

الحرية لا تعني تسليم الزنزانة من جلاد إلى جلاد.

والكرامة لا تتحقق بشعارات جوفاء، بل بإطلاق سراح كل معتقل، ومحاسبة كل من مدّ يده على الإنسان السوري.

“قسد” ليست مشروعًا وطنيًا… بل امتدادٌ استبداديّ بوجه جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى