Uncategorized

رمان السوسة بين العصر والسياسة

منذ عدة سنوات، درجت في بلدة السوسة الواقعة في ريف دير الزور الشرقي عادة إقامة مهرجان للرمان، وذلك لاشتهار البلدة بإنتاجه الوفير والمميز. كان المهرجان ملتقى للمهتمين بزراعة الرمان ومنتجاته، حيث يعرض المزارعون إنتاجهم وآخر ما توصلوا إليه في هذا المجال.

لكن مع دخول ميليشيا “قسد” على الخط، بدأ استغلال هذا الملتقى للترويج لثقافات دخيلة على المجتمع. أصبحت “قسد” الجهة المشرفة على المهرجان، وهي من تحدد فقراته، وكانت السمة المسيطرة عليه حضور القيادات العسكرية للميليشيا، وخاصة العناصر النسائية، وإقامة “الدبكات” وتصوير الفيديوهات ونشرها وتصديرها باسم بلدة السوسة.

هذا الاستغلال أثار استياء أبناء البلدة الذين يرفضون استخدام المهرجان لفرض عادات غريبة ودخيلة، والإساءة لأهله عبر تصوير مشاهد تمثّل المجتمع بشكل مشوّه. (منقبة من موظفات “قسد” تمسك بيد “هافالة” مختطفة من أهلها، ويمسك بيدها أحد كوادر جبال قنديل، ويجعلونها تتمايل أمام الحضور على أنغام أغاني الدبكة). ثم تُصدّر هذه الفيديوهات على أنها تمثل أهالي السوسة، مما يسبب لهم إساءة متعمدة.

في ليلة الأمس، وبعد تجهيز “قسد” لمهرجان هذا الموسم، قام مجهولون بإحراق الخيام المنصوبة للمهرجان، ووجّهوا تهديدات لمن ينوي المشاركة فيه، مما أدى إلى عزوف الناس عنه. واليوم، حاولت “قسد” إقامة المهرجان، لكن لم يحضر من أبناء المنطقة سوى بعض الموظفين في دوائرها.

ما يحدث في مهرجان الرمان يشبه إحياء “قسد” لذكرى مجزرة الشعيطات، بهدف الاستغلال السياسي، وليس لمساعدة أبناء المنطقة. إن إقامة هذه الفعاليات وفق رؤيتها يسبب الضرر ويشوّه سمعة المنطقة، لأنها تستغلها للترويج لعادات دخيلة على المجتمع.

مصدر المقال اضغط هنا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى