اخبارالحسكةسورياقسد

مليـ ـشيا “قسد” تفرض منهاجها في محافظة الحسكة بعد طرد كوادر التربية الحكومية تصعيد جديد يهدد مستقبل آلاف الطلاب وسط رفض شعبي واسع.

ابراهيم الحسين _ الشرقية بوست

في خطوة وُصفت بأنها تصعيد خطير في ملف التعليم، أقدمت ملـ ـيشيا قسد خلال الأيام الماضية على الاستيلاء على مبنى مديرية التربية والتعليم في مدينة الحسكة، بعد أن طردت الموظفين التابعين للحكومة السورية، وهددت عدداً منهم بشكل مباشر في حال استمرارهم بالعمل، ما أثار موجة استياء واسعة بين الأهالي والكوادر التربوية.

ووفق مصادر محلية رفض ذكر اسمه خوفاً من اعتقالة تحدثت لمراسل الشرقية بوست، اقتحمت دوريات تابعة لمليـ ـشيا قسد مبنى المديرية في حي النشوة، وطالبت العاملين بمغادرة المكان فوراً، لتقوم لاحقاً برفع أعلام ميلـ ـيشيا قسد، وإغلاق المكاتب الحكومية.

ويأتي هذا التحرك في إطار مساعي المليـ ـشيا لبسط سيطرتها الكاملة على القطاع التعليمي في المدينة، وفرض الأمر الواقع على المؤسسات الرسمية التابعة للدولة.

أكد عدد من المعلمين أن هذه الإجراءات ترافقت مع إغلاق مدارس حكومية ومسيحية داخل المدينة، ومنع الكوادر التدريسية التابعة لوزارة التربية من متابعة عملها، في حين أجبرت المليـ ـشيا الطلاب على الالتحاق بمدارس تتبع لمنهاج “الإدارة الذاتية”، وهو منهاج غير معترف به من أي جهة رسمية داخل سوريا أو خارجها.

وأشار المعلمون إلى أن هذه الخطوة تهدد مستقبل آلاف الطلاب، خصوصاً في المراحل الثانوية، حيث لا يمكنهم متابعة دراستهم الجامعية لاحقاً بسبب عدم الاعتراف بالشهادات الصادرة عن تلك المدارس.

قال عدد من أولياء الأمور لمراسل الموقع إن فرض هذا المنهاج أدى إلى انسحاب مئات الطلاب من المدارس خلال العامين الأخيرين، وسط مخاوف كبيرة من ضياع مستقبلهم الدراسي.

وأضاف أحدهم: “نريد لأبنائنا تعليماً معترفاً به، لا منهاجاً مفروضاً يحمل أفكاراً غريبة عن مجتمعنا وثقافتنا”.

تزامنت هذه التطورات مع تصاعد الدعوات من فعاليات مدنية ودينية في الحسكة إلى ضرورة إبعاد العملية التعليمية عن التجاذبات السياسية والمشاريع الانفصالية، وضمان حق الطلاب في التعليم الوطني المعترف به رسمياً، باعتباره حقاً أساسياً لا يجوز استخدامه كورقة ضغط أو أداة نفوذ.

تشهد مناطق سيطرة مليـ ـشيا قسد توقفاً شبه كاملاً للعملية التعليمية منذ بداية العام الدراسي الحالي، بعد أن فرضت المليشيا منهاجها على الطلاب والمعلمين، وسط رفض قاطع من الأهالي الذين يرون أن هذا المنهاج يتعارض مع عادات وتقاليد المجتمع، ويحمل مضامين فكرية مشوّهة، فضلاً عن عدم الاعتراف به من قبل الحكومة السورية أو أي جهة دولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى