
تشهد مدينة دير الزور حملة نظافة موسعة، بمشاركة فاعلة من الجهات الحكومية والمجتمع المحلي، في مشهد يعكس روح التعاون والتكامل بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي.
وتأتي هذه الحملة ضمن خطة وضعها مجلس مدينة دير الزور لتحسين الواقع الخدمي وتعزيز النظافة العامة، حيث تركزت الأعمال في الشوارع الرئيسية للمدينة والأحياء المدمرة، بمشاركة فرق النظافة التابعة للمجلس ومديرية الخدمات ومديرية الأحراش، والدفاع المدني، إلى جانب متطوعين من المجتمع المدني.
بلغ عدد الفرق المشاركة أكثر من 20 فريقاً، موزعة على مختلف قطاعات المدينة، فيما تجاوز عدد العاملين والمتطوعين 180 شخصاً، بينهم عمال نظافة، وسائقو آليات، ومشرفون ميدانيون، ومتطوعون من الجمعيات الأهلية. وتم استخدام أكثر من 25 آلية خدمية، شملت جرافات، ضواغط نفايات، وصهاريج مياه لرش الشوارع، وتم رفع ما يزيد عن 300 طن من النفايات والأنقاض خلال الأيام الأولى من الحملة.
كما أشرف محافظ دير الزور بشكل مباشر على سير الحملة، مؤكداً أهمية تضافر الجهود لتحقيق بيئة صحية وآمنة، وتحسين المشهد العام للمدينة، وقد لاقت الحملة ترحيباً واسعاً من السكان الذين عبّروا عن تقديرهم لهذه المبادرة، مطالبين باستمرارها وتوسيع نطاقها.
وفي هذا السياق، عبّر عدد من سكان المدينة عن آرائهم:
- قال أبو محمد من حي الحميدية: “نشكر كل من ساهم في هذه الحملة، فقد أعادت الأمل لأحياءنا التي عانت طويلاً من الإهمال. نرجو أن تستمر وتصل إلى جميع المناطق.”
- وأكدت أم أحمد من حي الموظفين: “منذ سنوات لم نشهد هذا المستوى من التنسيق بين الجهات الرسمية والمجتمع. النظافة مسؤولية الجميع، ونحن مستعدون للمشاركة.”
- وعبّر عبد الكريم، طالب جامعي، عن ارتياحه قائلاً: “الحملة تعكس صورة حضارية للمدينة، وتُشعرنا بأن هناك اهتماماً حقيقياً بتحسين الواقع الخدمي.”
- وأضافت رنا، متطوعة في الحملة: “مشاركتنا كمجتمع مدني تعزز روح الانتماء، ونأمل أن تكون هذه بداية لسلسلة من المبادرات التنموية.”
- كما قال الحاج فواز من سكان حي الشيخ ياسين: “وجود المحافظ في الميدان أعطى دفعة قوية للحملة، ونأمل أن تُستكمل بإصلاحات خدمية أخرى.”
وتُعد هذه الحملة نموذجاً للتعاون البنّاء بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي، في سبيل النهوض بالواقع الخدمي وتحقيق التنمية المستدامة على مستوى المدينة.
وتدعو الجهات المنظمة للحملة جميع أبناء المدينة إلى مواصلة التعاون والمشاركة الفاعلة، انطلاقاً من أن النظافة مسؤولية جماعية، تبدأ من الفرد وتتكامل مع جهود المؤسسات. فالحفاظ على بيئة نظيفة لا يقتصر على الحملات المؤقتة، بل يتطلب وعياً مستداماً وسلوكاً يومياً يعكس الانتماء الحقيقي للمدينة. إن نجاح هذه المبادرة يشكّل خطوة أولى نحو مشاريع خدمية وتنموية أوسع، تسهم في إعادة الألق إلى دير الزور وتعزيز جودة الحياة فيها.
إعداد: محمد الجنيد



