اخبارديرالزورسورياقسد

بعد اشهر من انطلاقها في دير الزور.. هل حقاً كانت حملة لتعزيز الأمن ام لتعزيز السيطرة وفقدان الأمن؟

اكذوبة ” تعريز الامن “
قبل قرابة ثلاث اشهر بدأت قسد ما اسمته ” حملة تعزيز الامن ” وكانت بداية هذه الحملة اعتقال معظم قادة مجلس ديرالزور العسكري التابعين لها بعد استدراجهم واعطائهم الامان ، ولأن قسد اوهمت التحالف الدولي أن اعتقالها لقادة مجلس ديرالزور العسكري لن يسبب اي خلل امني وستتمكن من بسط نفوذها على المنطقة بشكل كامل خلال ساعات ، اطلقت قسد قواتها العسكرية لتقمع احتجاجات بعض ابناء ديرالزور الذين رأوا ان اعتقال قسد لقادة مجلس ديرالزور العسكري ليس بسبب فسادهم كما روّجت قسد لانها مكون فاسد لايهمها مكافحة الفساد بل تعمل على نشره برعاية كوادرها الكرد لكنها دبّرت هذه المكيدة لتتمكن من بسط سيطرة الكوادر الكرد على ديرالزور بعد ان كانت تصطدم هذه المحاولات – بسبب المصالح – مع قادة المجلس ، بدأت قسد بحملتها لقمع الاحتجاجات التي اشتعلت في عدد من مناطق ديرالزور وخاصة مناطق عشيرة البكيّر التي ينتمي لها قائد المجلس احمد الخبيل ابو خولة ، ولانها مضت ساعات وايام ولم تخمد قسد انتفاضتهم اطلقت يد عناصرها لارتكاب جرائم قتل طالت نساء واطفال ووسط مناشدات ابناء قبيلة العكيدات لشيخ القبيلة بتسجيل موقف في هذه الاحداث جائت الرسالة الاولى من شيخ قبيلة العكيدات الشيخ مصعب الهفل الذي قال ” ان اعتقال قسد لقادة مجلس ديرالزور العسكري هو شأن داخلي لتلك المليشيا كونهم عناصر ينتمون لها وطالب قسد بإيقاف تجاوزاتها ضد المدنيين من ابناء القبيلة “.
لم تستثمر قسد بهذه الرسالة واصرت على الاستمرار بحلها الامني الذي يعتمد على ارتكاب الجرائم وقتل المدنيين لترهيبهم وإخضاعهم مما جعل شيخ قبيلة العقيدات في موقف حرج فهو اذا صمت عن اعتقالها لقادة المجلس من ابناء قبيلة العقيدات لايستطيع الصمت عن ارتكابها للجرائم بحق المدنيين ، لذلك جائت الرسالة الثانية من الشيخ ابراهيم الهفل شقيق الشيخ مصعب الذي امهل قسد مدة محددة لايقاف حملتها وانتهاكاتها ومحاسبة عناصرها عبر مؤسساتها ورفض محاولات قسد ارهاب المدنيين ، لكن هذه المليشيا تغطرست ولم تستجب لتلك النداءات فتحولت المشكلة من شأن داخلي بين قسد وفصيل تابع لها الى مواجهة مباشرة بين قسد وابناء قبائل ديرالزور وعلى رأسهم قبيلة العقيدات .

التحالف الدولي اخذ موقف المتفرج وادرك انه تعرض للخديعة من قبل قادة قسد التي جرّت المنطقة لموجة عدم استقرار لن تنتهي إلا بخروج هذه المليشيا من ديرالزور وسيعاني التحالف الدولي من اثر عدم الاستقرار الذي سببته قسد .

بعد ان نجح ابناء القبائل العربية من طرد هذه المليشيا من معظم مناطق ديرالزور وتم حصرها في نقاط محددة ( العمر والمعامل ) استقدمت تعزيزات عسكرية واسلحة وطائرات الدرون وبمساعدة خونة من اذنابها في المنطقة ممن اغرتهم بالمصالح الشخصية عادت وسيطرت على المناطق التي طُردت منها.

هنا انتقل القتال لمرحلة جديدة وتم تشكيل مايُعرف بجيش القبائل والعشائر واُعلن عن هدفه الاساسي وهو طرد قسد وكوادرها من ديرالزور وعدم القبول بأي تواجد لها في المنطقة ومنذ ذلك الحين كل يوم تتعرض قسد لعشرات الهجمات في مناطق متفرقة حتى اصبح عناصرها يستهدفون المدنيين والاطفال اذا اقتربوا منهم خوفاً منهم فهم يعلمون انهم في ارض ليست لهم ويعلمون انهم محتلين ويعرفون انهم معرضون للخطر في اي لحظة.

واستفادت المليشيات الايرانية من هذا الواقع لان قسد قدمت خدمة كبيرة لتلك المليشيات التي صار وصولها وقدرتها على استهداف مصالح التحالف الدولي اكثر سهولة مستغلة سوء الوضع الامني وسهولة اقناع شريحة كبيرة من ابناء المنطقة بأن التحالف الدولي هو المسؤول عن جرائم قسد بحق ابناء المنطقة .

تحدثنا سابقاً عن بداية حملة قسد التي اسمتها ” تعزيز الأمن ” وعن الاسباب الحقيقية لتلك الحملة وقُلنا اننا سنتحدث عن نتائجها لنرى هل كانت فعلاً حملة تعزيز للأمن ام تقويض للأمن ونشر الاقتتال المسلح !؟

قبل ان نخوض في نتائج تلك الحملة سنضع لكم ” مقتطفات ” من مقال للمرصد السوري لحقوق الإنسان الذراع الإعلامي قسد والمُمول منها وتتضمن تلك ” المقتطفات ” إقرار واعتراف بأن قسد فشلت في تأمين مناطق سيطرتها وزادت فيها الانتهاكات والنزاعات المُسلحة بل اعترف المرصد بأكثر من ذلك – ربما تأخرت مليشيا قنديل بالدفع لرامي قنديلي مما جعله ينشر تلك المقالة – المهم المرصد اعترف ان قسد قتلت 23 مدني بينهم 8 اطفال و 4 نساء بينما خلال نفس الفترة قتل تنظيم الدولة 28 شخص من عناصر قسد او موظفين مدنيين معها ، يعني ان جرائم قسد باعترافهم خلال هذا العام لم تكن اقل من جرائم تنظيم الدولة ، ( شاهد الصور المرفقة مع المنشور )…

نتائج حملة تعزيز الأمن_في ديرالزور.

1- قتل قرابة 50 مدني من ابناء ديرالزور على يد قسد بدون اي سبب بينهم نساء واطفال قُتلوا بطريقة وحشية وفي حالة اخرى تم اعدام طفل مع ابيه (في منطقة الحريجية بريف دير الزور الشمالي).

2- اعلان العداء المباشر مع العشائر العربية واستخدام القوة العسكرية ضد ابناء المنطقة وعدم الاستماع لمطالب رموز القبائل ومحاولتها فرض سلطة مطلقة لكوادر من جبال قنديل ليسوا سوريين بالاساس فتحولت قسد لقوة احتلال صريحة مما ادى لخلق فصيل عشائري مُسلح هدفه تحرير ارض ديرالزور من قسد.

3- زعزعة الامن والاستقرار الهش الذي كان سائد قبل تلك الحملة مما ادى لفوضى امنية كبيرة وبالتالي خلق ثغرات تسمح لخلايا النظام والمليشيات الايرانية بالتحرك في المنطقة واستهداف مصالح التحالف الدولي بشكل اسهل من السابق وهذا ماحدث مؤخراً .

4- تشويه صورة التحالف الدولي لدى ابناء المنطقة حيث كان التحالف الدولي يُقدم نفسه على انه عامل استقرار وتوازن في المنطقة لكن صمته عن جرائم وتجاوزات قسد جعل كثير من ابناء المنطقة لايُصدق تلك الصورة وينظر للتحالف الدولي الأن على انه شريك لقسد في الجريمة خاصة انه حتى الان لم يتخذ اي خطوات لاعطاء دور حقيقي لابناء ديرالزور في ادارة مناطقهم ، والنظرة العامة لدى ابناء المنطقة تجاه قوات التحالف الدولي حالياً انها قوى تفرض مُحتل على ابناء المنطقة اسمه قسد وتقدم الحماية والدعم لذلك المحتل.

5- تقديم خدمة كبيرة للمليشيات الايرانية والروس والنظام عبر دفع الاشخاص الرافضين لسياسات قسد الى صفوف تلك المليشيات وبالتالي تقوم تلك المليشيات بالاستثمار بهم كونهم ابناء المنطقة فتحاول الحصول على بعض المكاسب عن طريق احتضانهم لاقناعهم ان التحالف الدولي هو عدوهم الاساسي وهو من يدعم قسد التي قتلت اهلهم وهجّرتهم وبالتالي خلق موجة عداء كبيرة للتحالف الدولي تستثمرها ايران في توجيه ضربات لقواعد التحالف في المنطقة.

6- حرمان اكثر من 40.000 طالب من متابعة تعليمهم بسبب احتلال مدارسهم من قبل قسد وتحويلها لنقاط عسكرية ، علماً ان معظم هذه المدارس تم تأهيلها من قبل منظمات دولية ومحلية.

7- حرمان مئات الالاف من مياه الشرب بسبب تحويل محطات مياه الشرب لنقاط عسكرية علماً ان معظم هذه المحطات تم تأهيلها من قبل منظمات دولية.

9- تعطل الخدمات في مختلف المجالات بسبب تلك الحملة وتضرر عدد كبير من المنشآت الخدمية بسبب القصف الذي نفذته قسد بقذائف الهاون.

10- اعتقال الالاف من ابناء المنطقة ممن لاعلاقة لهم بشيئ واختطاف اقارب بعض المطلوبين لمساوتهم وتسليم انفسهم ويوجد عدة حالات موثقة ومؤكدة بهذا الخصوص.

11- التهجير القسري حيث قامت قسد باعتقال اقارب بعض المطلوبين وطلبت منهم خروج اقربائهم المطلوبين خارج سوريا وتقديم اثباتات انهم اصبحوا خارج البلاد مقابل اطلاق سراح الذين تحتجزهم كرهائن ، ايضاً يوجد حالات موثقة.

هذه بعض نتائج حملة تعزيز الامن والمؤكد انني نسيت ذكر بعضها ، بعد كل هذه المعلومات نرى ان الاسم المناسب والحقيقي لتلك الحملة هي تقويض الأمن وليس تعزيز الأمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى