
سوريا _ السويداء
لطالما أكدت فصائل السويداء أنها قادرة على ضبط الأمن في الجبل، وأنها ليست بحاجة لقوات عسكرية من خارج المحافظة، بل إنها مستعدة للانخراط في جيش وطني يمثل جميع السوريين، وعلى هذا الأساس رفضت دخول قوات دمشق إلى السويداء، واليوم مع إعلان مجموعة مسلحة انضمامها لما يسمى بـ” المجلس العسكري في السويداء”، يصبح على هذه الفصائل مسؤولية أخلاقية وعسكرية كبرى: استئصال هذا الفيروس المتحوّل عن فلول نظام الأسد قبل أن يستفحل ويتحول لذريعة تدخل إسرائيلي بالجنوب شبيه بذريعة التدخل الأمريكي بالشرق والتركي بالشمال، والحجة واحدة مكافحة الإرهاب !!
منذ سقوط نظام الأسد، حاولت بقاياه إعادة التموضع تحت مسمياتٍ مختلفة حتى تحدث النقري عن وجود 2500 جندي تحت قيادة ضابط كبير تقاتل على جبهة سد تشرين مع قسد بعد حوادث كثيرة في طرطوس واللاذقية وقرب الحدود اللبنانية بحمص، فهذا “المجلس العسكري” ليس إلا واحدة من هذه المحاولات يجب أن تكافح بالطريقة ذاتها لاستئصال هذا الكيان الجديد قبل ان تمد له الأيادي الخارجية ثم يقدم نفسه ممثلا للسويداء، رغم نفي ورفض “غرفة عمليات الحسم” و”العمليات المشتركة”، التي ستكون أول ضحاياه وحتى المرجعيات الدينية، وعلى رأسها الشيخ حكمت الهجري، الذي وصف المجلس بـ”الانفصالي” والوصف لم يأتي بسبب المطالبة بحكم لا مركزي فقط، بل من جراء تنسيقه مع جهات ذات توجه انفصالي وجهات خارجية،، مثل إسرائيل، علقت بسرعة مذهلة على تحركاته، ما يعكس وجود أطراف مستفيدة من حالة الفوضى التي يسعى إلى تكريسها، ويؤكد ضرورة قيام الفصائل المحلية بالمهمة لسحق هذا الكيان الشاذ!
وسكوت فصائل السويداء التي شاركت بمعركة السيطرة على دمشق عن “المجلس العسكري” يعني السماح بتحوّله إلى أمر واقع، مما قد يفتح الباب أمام تدخلات خارجية تحت ذريعة حماية الأمن، ولا ننسى ان هذه الفصائل قد قدّمت نفسها كضامن لاستقرار السويداء، وهذا الاستقرار اليوم مهدد من الداخل، ومن واجبها التعامل مع الأمر بحزم.
على الهجري، وفصائل الجبل عدم الاكتفاء بإعلان الموقف، بل التحرك أو استدعاء قوات دمشق ليتحركوا سريعًا. فالمعركة اليوم ليست بين فصائل مختلفة، بل بين الشرعية الثورية التي انتصرت في دمشق، وبين كيان مشبوه يحاول أن يفرض نفسه على جبل العرب مستغلا العواطف المذهبية والطائفية.